توجه لتقليص زراعة الفراولة بغزة لتكلفتها العالية ( صور

تسبب الحصار الإسرائيلي الظالم المفروض على قطاع غزة وسياسة الإغلاقات المتكررة والطويلة للمعابر الحدودية بخسائر فادحة ألمت بالمزارعين الفلسطينيين في قطاع غزة والمهتمين بزراعة الفراولة كمحصول تصديري بشكل خاص.
ولازالت وزارة الزراعة الفلسطينيَّة بغزة تعارض تصدير الفراولة بالآلية المتبعة حاليا من قبل سلطات الاحتلال، والتي تعمد إلى السماح بتصدير كميات ضئيلة، وعدم السماح بتصدير الكمية الأكبر التي يجبر المزارعون على بيعها محليًا بأسعار زهيدة.
وأوضح الوكيل المساعد لوزارة الزراعة حسن أبو عيطة أن الوزارة تنتقد هذا النوع من التصدير لسببين، أولهما سياسة الإغلاقات المتكررة والتي تُعرِّض المزارعين لأضرار كبيرة تصل لـ 6 مليون دولار سنويا.
وأكَّد أن الكميات التي يسمح الاحتلال بتصديرها لا تفي بعُشر المطلوب، وأوضح أنه "بينما كان المزارعون يصدرون سابقا ما بين 1000 – 1500 طنا من الفراولة سنويا، لا يسمح الاحتلال في الوقت الحالي إلا بتصدير ما يقارب 20 طنا".
ونوّه في تصريح خاص لـ"صفا" إلى أن التصدير نهاية العام الماضي 2009 بدأ في أواسط ديسمبر وبكميات ضئيلة جدا، في حين أن التصدير يبدأ موسميا في شهر نوفمبر، حيث تكون ذروة الأسعار في أوروبا، منوها إلى أن هذا التأخير أصاب المزارعين بالضرر الكبير".

محصول شره

ولفت إلى أن هذا المحصول بالذات "الفراولة" شَرِه، ويحتاج إلى كميات كبيرة جدا من المياه، حيث يحتاج الدونم الواحد إلى ما يقارب 1000 مترا مكعبا من المياه، أي ما يعادل 50 لترا للكيلو الواحد من الفراولة تقريبا.
يشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي هو السبب الأساس في كارثة المياه التي يعاني منها قطاع غزة وسائر المناطق الفلسطينية، حيث عمد طوال 37 عاما –مدة احتلال قطاع غزة- على استنزاف مياه القطاع لصالح مستوطناته والقرى الإسرائيلية التي تهتم بزراعة المنتجات الزراعية التي تحتاج إلى المياه العذبة بوفرة كالورود والفراولة.
وكان وزير الزراعة بغزة محمد رمضان الأغا صرح سابقا أن "إسرائيل" حينما كانت تحتل غزة، كانت تنتهج سياسة (القفازات الناعمة) , بحيث تشجع مزارعي القطاع على زراعة الفراولة والزهور وتقوم باستيرادها منهم والسماح لهم بتصديرها، الأمر الذي كان يستنزف المياه العذبة الجوفية من القطاع.
لكن أبو عيطة لفت إلى أن الوزارة لم تمنع زراعة هذا المحصول وتصديره بشكل نهائي، حتى يبقى هناك "اسم تجاري" للفلسطينيين بتصدير الفراولة، حتى لا تفقد نصيبها في المنظومة الدولية حال تحسنت الظروف.
وتابع "تم الاتفاق بين الهولنديين -أكثر المستوردين للفراولة- والإغاثة الزراعية على زراعة 500 دونما من الفراولة "مدعومة" من أجل الحد من زراعة الفراولة مع ترك اسم تجاري لنا في الخارج".
وأكَّد على أن وزارته تحاول تقليص هذه المساحات المدعومة كذلك لتوفير المياه وتوجيه المزارعين لزراعة المحاصيل البديلة مثل الفواكه والخضار والشمام وهي محاصيل مجدية اقتصاديا وذلك تمشياً مع سياسة وزارة الزراعة في إحلال الواردات ودعم المنتج الوطني.
ولفت إلى أن غزة اكتفت ذاتيا بالبطيخ السنة الماضية بعد تشجيع من وزارة الزراعة، واستطرد "نريد أن نغير النمط الزراعي الذي يسير الآن، ونبعد زراعتنا ومزارعينا عن الأخطار التي تتهددهم بفعل سياسة الحصار والإغلاق الإسرائيلية".